تفسير سورة " آل عمران " للناشئين .. ( الآيات 158: 180 )

تفسير سورة " آل عمران " للناشئين

[الآيات 158: 180]

معاني مفردات الآيات الكريمة من (158) إلى (165) من سورة «آل عمران»:

﴿تحشرون﴾: تخرجون من قبوركم للحساب والجزاء يوم القيامة. ﴿فبما رحمة﴾: فبسبب رحمة عظيمة. ﴿لنت لهم﴾: سهلت لهم أخلاقك، ولم تعنفهم. ﴿فظًّا﴾: جافيًا في المعاشرة قولاً وفعلاً، قاسيًا. ﴿لانفضوا﴾: لتفرقوا ونفروا. ﴿شاورهم﴾: استشرهم في أمور الحرب وفي غيرها من الأمور التي لم ينزل فيها وحي. ﴿توكل على الله﴾: اعمل واستعد، ثم اعتمد على الله - سبحانه وتعالى - وثق بعونه. ﴿فلا غالب لكم﴾: فلا قاهر ولا خاذل لكم. ﴿يغل﴾: يخون في الغنيمة. ﴿ما كسبت﴾: ما عملت من خير أو شر. ﴿باء بسخط﴾: رجع متلبسًا بغضب شديد. ﴿المصير﴾: المرجع. ﴿يزكيهم﴾: يطهرهم من أدناس الجاهلية. ﴿الكتاب والحكمة﴾: القرآن والسنَّة. ﴿أصابتكم مصيبة﴾: ما حدث يوم بدر حيث قتلتم من الكافرين سبعين وأسرتم سبعين. ﴿أنَّى هذا﴾: من أين لنا هذا الخذلان (عدم النصر).

1- تتحدث الآيات عن أخلاق النبوة وعن فضل الله العظيم على الناس ببعثة الرسول الرحيم والقائد الحكيم، فتأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالعفو عن خطئهم، وأن يطلب المغفرة لهم، وأن يتعرف على آرائهم فيما لم ينزل عليه فيه وحي، فإذا عقد العزم على أمر بعد المشاورة فليمض فيه متوكلاً على الله.

2- وتنفي الآيات عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أن يكون قد أخذ شيئًا من المغانم، وتتوعد كل من يأخذ شيئًا من الغنيمة لنفسه بالانتقام منه يوم ا لقيامة، موضحة أنه لا يستوي من أطاع الله وطلب رضوانه، ومن عصى الله فاستحق غضبه.

3- ثم تحدثت عن وظيفة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وفضل الله على الناس بإرساله إليهم من جنسهم، فقد عرفوا أمره ليقرأ عليهم الوحي المنزل من الله، ويطهرهم من الذنوب والكفر والمعاصي وقد كانوا من قبل بعثته - صلى الله عليه وسلم - في ضلال ظاهر. فصاروا برسالته - صلى الله عليه وسلم - أفضل الأمم.

دروس مستفادة من الآيات الكريمة (158) إلى (165) من سورة «آل عمران»:

1- يجب على القادة أن يقتدوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قيادته، وأن يتصفوا بصفاته؛ حتى يتحقق النصر على أيديهم، ومن هذه الصفات: اللين والسهولة والرفق بمن يقودونهم.

2- يقرُّ الإسلام مبدأ الشورى في نظام الحكم في أي شكل أو صورة يتحقق بها هذا المبدأ في السلم والحرب، في كل ما ليس فيه نص صريح من قرآن أو سنة.

3- يجب على الحكام والمحكومين أن يصلوا أمرهم بالله عز وجل بتفويض الأمور إليه والتوكل عليه، مع مباشرة الأسباب وأداء الأعمال والرضا بقضاء الله.

معاني مفردات الآيات الكريمة من (166) إلى (173) من سورة «آل عمران»:

﴿الجمعان﴾: جمع المؤمنين وجمع المشركين في غزوة أحد. ﴿وليعلم المؤمنين﴾: المقصود: وليتميز المؤمنون وليظهر إيمانهم. ﴿وقيل لهم﴾: للمنافقين (الذين يظهرون الإسلام ويخفون الكفر). ﴿ادفعوا﴾: قاتلوا دفعًا عن أنفسكم وأهليكم وأموالكم أو ادفعوا العدو. ﴿وقعدوا﴾: وقد قعدوا عن القتال. ﴿فادرؤوا﴾: فادفعوا. ﴿أصابهم القرح﴾: نالتهم الجراح يوم أُحُد. ﴿فاخشوهم﴾: فخافوهم. ﴿حسبنا الله﴾: كافينا الله أي الذي يكفينا الله. ﴿نعم الوكيل﴾: أي نعم من نتوكل عليه الله.

1- تحدثت الآيات عما أصاب المؤمنين من قتل يو أُحد؛ ليتميز أهل الإيمان من أهل النفاق كهؤلاء الذين رجعوا مع عبدالله بن أبيّ متخاذلين، وتفضح الآيات ما في نفوس هؤلاء المنافقين من غدر وخيانة، مبينة أن عدم اشتراكهم في القتال لن ينجيهم من الموت.

2- ثم بينت مكانة الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله، فهم أحياء عند الله - يتنعمون في جنات الخلد، وهم فرحون بتلك النعم، يستبشرون بإخوانهم المجاهدين الذين لم يلحقوا بهم وهم في أمنٍ وسعادة.

3- ثم توضِّح استجابة المسلمين لأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالذهاب وراء المشركين لإلقاء الرعب في قلوبهم.

4- أثر الإيمان على نفوس المؤمنين عندما قال لهم أنصار المشركين: إن قريشًا قد جمعت لكم جموعًا كثيرة، فخافوا على أنفسكم فما زادهم هذا التخويف إلا إيمانًا وتوكلاً على الله، ففازوا بنعمة السلامة والأجر.

دروس مستفادة من الآيات الكريمة (166) إلى (173) من سورة «آل عمران»:

1- للشهداء مكانة عظيمة عند الله - سبحانه وتعالى - فهم لا يموتون، وإنما هم أحياء عند ربهم يرزقون، ويتنعمون بألوان من النعيم، ويعيشون حياة كلها فرح واستبشار.

2- المنافقون أشد خطرًا على المسلمين من الكافرين، فيجب أخذ الحذر منهم.

3- يزداد الإيمان ويقوى بالأعمال الصالحة، وبالتعرض للابتلاء والمحن، ومواجهة الأعداء.

معاني مفردات الآيات الكريمة من (174) إلى (180) من سورة «آل عمران»:

﴿فانقلبوا﴾: فرجعوا. ﴿بنعمة من الله﴾: هي السلامة وحذر العدو منهم. ﴿وفضل﴾: زيادة في الربح في تجارتهم. ﴿أولياءه﴾: من يتبعونه. ﴿حظًّا في الآخرة﴾: نصيبًا من الثواب. ا﴿شتروا الكفر بالإيمان﴾: استبدلوه به. ﴿إنما نملي لهم﴾: إنما نمهلهم مع كفرهم. ﴿ليذر﴾: ليترك. ﴿على ما أنتم عليه﴾: من اختلاط المؤمنين والمنافقين. ﴿حتى يميز الخبيث من الطيب﴾: حتى يعزل المنافق عن المخلص في إيمانه. ﴿يجتبي﴾: يصطفي ويختار. ﴿سيطوقون﴾: سيجعل طوقًا في رقابهم.

1- نزلت هذه الآيات للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فتحذره من الحزن والألم من هؤلاء المنافقين الذين يسارعون نحو الكفر بالقول والفعل، وألا يهتم بما يظهر منهم من آثار الكيد للإسلام وأهله، فهم محرومون من الثواب، ولهم عذاب عظيم.

2- ثم تحرض الآيات المؤمنين على بذل المال في سبيل الله، وتتوعد من يبخل بماله بالضرر في دينه ودنياه، فجمع المال والبخل بإنفاقه لا ينفع صاحبه، وإنما هو شر له، وسيجعل الله ما بخلوا به طوقًا في أعناقهم يعذبون به يوم القيامة، والكون وما فيه ملك له - سبحانه وتعالى - يعود إليه.

دروس مستفادة من الآيات الكريمة (174) إلى (180) من سورة «آل عمران»:

1- الله - سبحانه وتعالى - يعلم الغيب، ويطلع من شاء من رسله على بعض ما في علمه - سبحانه وتعالى - تأييدًا لهم، وتصديقًا لرسالتهم.

2- المعركة بين الحق والباطل معركة قديمة، ومستمرة على مر التاريخ، وستبقى إلى يوم القيامة، والمؤمنون مطالبون فيها بالتمسك بعقيدتهم، وبالصبر على البلاء والأذى، وبتقوى الله عز وجل في الأقوال والأفعال، وبأخذ الحذر دائمًا من أعدائهم، وأعداء دينهم.

3- أهمية الجهاد في سبيل الله بالنفس والمال، والحذر من البخل؛ لما له من عواقب سيئة في الدنيا والآخرة.